لا يخطر على بال شخص عادي أبدا أن كلمة "الصمت" هي الكلمة التي ترتبط بالنجاح في القيادة، وعلى الرغم من أن عالم الأعمال مليء بقصص الرؤساء التنفيذيين الناجحين مثل إيلون ماسك وستيف جوبز الذين يديرون شركاتهم بحكمة وصرامة لجني النجاح المطلوب، ولكن في بعض الأحيان، يكون الصمت هو سيد الموقف، حيث أن تأثيره أقوى من الكلام، قال في ذلك المخترع والفنان دافينشي "لا شيء يقوي السلطة بقدر الصمت". يعتمد نجاح أسلوب القيادة الصامتة إلى حد ما على ثقافة مكان عملك وشخصية موظفيك، و لن يستفيد من هذه الطريقة إلا من يتقنها باتباع بعض خصائص الصمت التي زادت من سيطرة ونجاح بعض قادة الأعمال الرياديين!
إبقى معنا سنوضح لك في هذا المقال من تعلم 6 خصائص للصمت، من شأنها أن تجعلك قائداً ناجحاً إن إتبعتها.
أولاً: في الصمت بناء للثقة :
إن كانت لك رغبة في بناء علاقات صادقة في حياتك، يجب أن تبني الثقة أولاً، ولبناء الثقة عليك بالإنصات ! إن أهم عناصر إقامة علاقة ناجحة في أي مجال من مجالات الحياة، هو أن لا تتكلم عن نفسك كثيراً، وافتح المجال للطرف الآخر بالكلام، إلى أن يحين دورك، فعندما يدرك الطرف الآخر أنك كنت مستمعاً جيداً، سوف يستمع إليك دون تردد.ثانياً: التركيز على فكرة محددة
إذا كنت تناقش موضوعاً ما، يجب أن تنتبه إلى أن تناقشه بطريقة مختصرة وبسيطة، قد لا يكون ذلك صمتاً، ولكن استخدام الكثير من الكلمات قد يضيع الفكرة أو المفهوم الذي تناقشه. فإذا كنت في اجتماع على سبيل المثال، لا تجب عن كل سؤال يتم طرحه، ولا تناقش كل فكرة تتم مناقشتها، فإن ذلك قد يضعف موقفك، ويجعلك تبدو وكأنك تريد السيطرة على مجرى الحديث. القادة الناجحون لا يفعلون ذلك، بل يجيبون عن سؤال أو اثنين ويركزون في نقاشهم على مواضيع محددة دون التشتت عن الفكرة الرئيسية المطروحة فيها.ثالثاً: الصمت مفيد عند التفاوض
الصمت هو أقوى أداة يمكنك استخدامها لكي لا يعلم الآخرين ما بداخلك. عند التفاوض فإن الشخص الصامت يجعل الطرف الآخر في حيرة مما يفكر به. في مقابلات العمل على سبيل المثال، إذا أخبرك صاحب العمل بقيمة الراتب، لا تجبه بالقبول أو الرفض على الفور، فقط اصمت قليلاً، وسترى كيف سيبدأ بالحديث مرة أخرى بسبب الهدوء الناتج ويذكر معلومات قد تكون بحاجة إلى معرفتها.رابعاً: صمت القادة ملهم للآخرين
إذا كنت تريد أن تصبح قائداً، فقط اتبع نهج القادة الناجحين، فالقائد الناجح لا يخبرك بما عليك فعله لكي تحقق الأهداف التي حققها والنجاح الذي وصل به إلى ما هو عليه الآن، بل يجعلك بصمته ترسم لنفسك خريطة النجاح بنفسك. فإذا كنت قائداً ناجحاً، لن تخبر فريقك ماذا وكيف ولماذا يجب عليهم أن يقوموا بعملهم، بل يجب أن تعطيهم الفرصة ليشاركوا أفكارهم ويطرحوا أسئلتهم، فأنت دورك هنا أن تخرج من لديه المهارة ليصبح قائداً ناجحاً منهم. كما أن القيادة الصامتة الحقيقية تتطلب قدراً كبيراً من الذكاء العاطفي، أكثر مما تتطلب من أساليب القيادة الأخرى، حيث أنك لا تزال على رأس قيادة الفريق، ولكنك تعطي تصوراً للفريق بأن كلاً منهم قائد نفسه بنفسه، فأنت تعطيهم الفرصة لمشاركة أفكارهم وتطبيقها، لكنك تفعل ذلك بذكاء، فهم لا يزالون يعملون ضمن الإطارات الشاملة التي قمت ببنائها والتي تهدف بالطبع إلى قيادة الشركة على مسار محدد بدقة، بالإضافة إلى اتخاذ أفضل القرارات التي تصب في مصلحة شركتك.
خامساً: يساعدك الصمت في الحصول على الأجوبة الصادقة
عند طرحك لسؤال ما، يجب أن يكون مختصراً وواضحاً ويركز على نقطة معينة، وكل ما عليك فعله هو الصمت وانتظار الإجابة، فأنت بذلك لا تعطي فرصة للطرف الآخر حتى للتفكير فيها، وبالتالي سوف تحصل على الإجابة الصادقة. سادساً: يساعدك الصمت على أن تكون أنت مركز حياتك لا تسمح للآخرين أبداً باستنزاف طاقة الصمت منك، ابتعد عنهم وابق صامتاً، فإن ذلك يحفظ لك المزيد من الطاقة للقيام بالكثير من الأمور الأخرى، ركز على نفسك من خلال أن تحدد لنفسك وقتاً للصمت في الصباح، كما يمكنك أن تنال قسطاً من الراحة بالصمت أثناء عملك، فكل ما عليك فعله هو أن تغلق الباب في غرفة منعزلة، وتبقى صامتاً، فإن الهدوء سوف يشعرك بالراحة. تقول أريانا هافينجتون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Thrive Global: "نحتاج جميعاً إلى وقت نكون فيه لوحدنا، كما أننا بحاجة إلى وقت نبقى فيه صامتين"، اغتنم جميع الفرص التي تسمح لك بالبقاء وحيداً بعيداً عم الضوضاء من حولك لزيادة طاقتك وقوتك. وأخيراً، هناك بعض الأوقات التي يكون فيها للصمت صوت أعلى من الكلام، فاعلم متى يمكن للصمت أن يخدمك في أن تكون قائداً في حياتك المهنية وحتى الشخصية. إن هذا النوع من القيادة قوي وفعّال، بحيث يمارس القادة الصامتون السلطة من خلال أفعالهم وليس أقوالهم، والأهم من ذلك أنهم يقودون فريقهم من خلال الاحترام المكتسب بدلاً من فرض قوة الشخصية
0 تعليقات
شـاركـنا رأيك