رن المنبه، وحان الوقت للاستيقاظ من النوم والاغتسال وتناول وجبة الإفطار ثم الذهاب إلى العمل. هل سيجعلك هذا الروتين اليومي في قمة نشاطك صباحاً قبل الذهاب إلى العمل؟ لا أعتقد ذلك.
هناك بعض الأشخاص ينطبق عليهم مصطلح "الأشخاص الصباحيون" الذين اعتادوا على فعل بعض النشاطات الصحية في الصباح، تجعلهم يبدؤون يومهم بنشاط وحيوية، على عكس الأشخاص الذين يستيقظون بنفس الروتين الصباحي الذي يشعرهم بالخمول طيلة اليوم، بحيث لا يكون لديهم ذلك النشاط الذي يجعلهم ينطلقون نحو الإبداع والابتكار.
تقول آني ديلارد وهي روائية أمريكية "إن الطريقة التي نقضي بها أيامنا، هي التي تحدد مصير حياتنا"، تحدثت بشكل عام قليلاً، حيث أن الدراسات أثبتت مؤخراً أن الطريقة التي نقضي بها صباحاتنا تحديداً، هي التي تحدد مصير حياتنا بالفعل.
تعرف معنا في هذا المقال من تعلًّم على أهم 11 عادة صباحية -مثبتة علمياً- يقوم بها الأشخاص المبدعين يومياً، والتي لم تغير مسار صباحاتهم للأفضل فقط، وإنما حياتهم أيضاً.
أولاً: التأمل
إن التأمل هو رياضة ممتازة يمكن ممارستها في أي وقت من اليوم، ولكن الأفضل لفعل ذلك هو في الصباح الباكر، وهي من الرياضات التي تصبح عادة لدى الأشخاص الصباحيين، فهي تجعل ذهنهم صافياً، وتمنعهم من التفكير في أي فكرة إيجابية كانت أم سلبية.
هناك نوع مميز من التأمل يعرف باسم "Open-Monitoring"، وهو الذي يجعل الشخص واعياً من خلال التفكير، أي أن يجعله في وعي تام يسمح له بالتركيز على جميع الأفكار التي تنبع من داخله فقط والتحكم بها، بعيداً عن الأفكار التي تأتي من الأشخاص والأشياء المحيطة به، وبالتالي سيتمكن من مراقبة الأفكار أو المعتقدات التي تجعل منه شخصاً سعيداً أو حزيناً، نشيطاً أو خاملاً، متحفزاً أم محبطاً، وكيفية السيطرة عليها.
ثانياً: تعطيل إشعارات الهاتف
من أكثر العادات غير المستحبة التي يقوم بها الأشخاص في الصباح، هي النظر إلى إشعارات البريد الوارد أو تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Twitter وInstagram وغيرها.
إن هذه العادة السلبية والتي لا يقوم بها الأشخاص الصباحيون بكل تأكيد، هي السبب الرئيسي للفشل في عملية إدارة الوقت، فإذا كان أول ما يراه عقلك في الصباح تعليقات الأشخاص أو ما قاموا بنشره على صفحاتهم في Facebook مثلاً، فإن عقلك سوف يتشتت عن المهام التي يجب أن تقوم بها فور اسيتقاظك من النوم، لذا ننصحك بتعطيل جميع إشعارات الهاتف، وتخصيص 5 دقائق من كل ساعة للتحقق من البريد الوارد أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو أثناء تناولك للطعام في وقت الاستراحة فقط.
ثالثاً: شرب كمية جيدة من الكافيين
إن شرب أي نوع من القهوة في الصباح يشكل لك يوماً جيداً تبدأ به عملك، حيث أن الكافيين هو نكهة الصباح لدى نسبة عالية من الناس، فإن شرب كمية جيدة منه تجعل العقل متيقظاً، ولكن الأهم من ذلك هو أنه يرفع من نسبة إفرازه لهرمون الدوبامين، الذي بدوره يعطيك شعوراً بالتحفيز والمكافأة عند ابتكار الأفكار من خلال نافذة الإبداع الموجودة داخل عقلك.
رابعاً: اتبّاع الشغف
قال ستيف جوبر وهو أحد مؤسسي شركة Apple "أذهب عند استيقاظي كل يوم في الصباح إلى المرآة وأسأل نفسي: إذا كان هذا آخر يوم في حياتي، فهل أريد أن أفعل ما أقوم به كل يوم؟"، اسأل نفسك هذا السؤال، وإذا كان الجواب لا، فاعلم أنه يجب عليك أن تُحدث تغييراً كبيراً في حياتك.
إذا كنت تعمل في وظيفة لا تُفضلها، اجعل هدفك أكبر ولا تستمر فيها لفترة طويلة من حياتك، حتى وإن كانت ممتازة في العديد من الجوانب، سواء كانت مادية أو نفسية، اتبع شغفك لا تتردد بأن تعمل على أن يكون لك عمل حر تختاره بنفسك يعبر عن شخصيتك.
خامساً: الاستيقاظ بهدوء
إن المفتاح للأفكار الإبداعية ليس فقط في عدد الساعات التي تنام فيها، ولكن في كيفية الاستيقاظ من النوم أيضاً، قد يعني هذا أنك بحاجة إلى الابتعاد عن السهر وضبط المنبه الخاص بك قبل ثلاثين دقيقة من المعتاد، وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يكون تغييراً بسيطاً، إلا أنه يستحق التجربة بالنسبة للرؤى الإبداعية التي سيتم اكتسابها، ومع ذلك، تأكد من حصولك على قسط كاف من النوم، فإن ذلك لا يحسن فقط من درجة انتباهك، وإنما يرتبط أيضاً بزيادة النشاط في نصف الدماغ الأيمن، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإبداع.
سادساً: التمارين الصباحية
إن التمارين الصباحية تحفز على الإبداع، ليس فقط لأنها تفرز هرمون الأندورفين وتوصل الدم بشكل كافٍ إلى الدماغ، بل لأنها تساعد أيضاً على كسر روتين الجلوس بشكل يومي في عمل، والذي يؤثر سلباً على مهارات الإبداع والابتكار، وحتى على الصحة الجسدية.
ومن الأمثلة على الأشخاص المبدعين الذين يقومون بذلك هي آنا وينتور رئيسة تحرير مجلة أميريكان فوغ، فهي تمارس رياضة كرة التنس في أغلب الأيام الساعة السادسة إلا ربع صباحاً. أما الملحن الروسي تشايكوفسكي وعلى حسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "يعتقد أنه يجب عليه المشي لمدة ساعتين بالضبط يومياً، وأنه إذا عاد حتى قبل دقائق قليلة، فإن مكروهاً ما سيحصل له".
سابعاً: سرعة الاختيار
لا تهدر طاقتك الصباحية في الاختيار من بين مجموعة واسعة من الملابس أو أنواع مختلفة من القهوة، حيث أنك بذلك تحافظ على تحفيزك الصباحي للأنشطة الإبداعية التي خططت للقيام بها أثناء عملك خلال اليوم.
باراك أوباما، رئيس الولايت المتحدة الأمريكي السابق على سبيل المثال، لا يرتدي سوى بدلات رمادية أو زرقاء، فقد قال، "لدي الكثير من القرارات المصيرية التي يجب أن افكر فيها"، وكذلك الأمر مع مؤسس Facebook مارك زوكاربيرج، الذي يرتدي نفس القميص الرمادي كل صباح، قال لصحيفة فاينانشيال تايمز: "لا أقوم بعملي إذا كنت أنفق أي جزء من طاقتي على أشياء أعتبرها بلا قيمة".
بسّط حياتك وحافظ على طاقتك للتفكير في حل المشكلات بشكل إبداعي، ولا تهدر ولو جزء بسيط منها في أمور سطحية لن تنفعك في تطوير حياتك.
ثامناً: الامتنان
يجب أن تشعر كل يوم في الصباح بالامتنان للّه ثم لجميع الأشخاص والأشياء من حولك، حيث أن النجاح لا يمكن تحقيقه بسهولة، لذا فيجب أن تكون ممتناً للأشخاص الذين ساعدوك على طول الطريق للوصول إلى ما أنت عليه الآن، فأن تكون ممتنًا بصدق للحياة التي عملت بجد لتحقيقها، سيمكنك من مواصلة العمل بجد، حتى وإن واجهت بعض التحديات الصعبة.
تاسعاً: الابتعاد عن التذمر
هناك العديد من الأشخاص الذين يفكرون كل صباح في الاستقالة من عملهم لأنهم لا يحبون العمل أو لا يعملون في الوظيفة التي لطالما حلموا بها، لا تكن مثلهم، وحاول أن تبتعد عن التذمر المستمر من وظيفتك، حيث أن التذمر يلغي الإبداع تماماً ويقتل كل ما هو جميل بداخلك، وأن تكون لديك وظيفة هو أمر ممتاز، ولكن الأفضل أن تعمل في وظيفة تحبها، فأنت بذلك تفتح مسارات الإبداع في عقلك التي تنعكس بالتالي على حياتك وإنجازاتك.
إن اعتقاد الناس الخاطئ بأن الوظيفة تقتل الإبداع يحد من قدرة الموظفين على التفكير والابتكار الإبداعي, حيث أن العمل في وظيفة يتماشى مع الإبداع في حال كان الشخص يعمل على تطوير نفسه لكي يصبح مبدعاً، باختلاف الشخص الذي يؤدي مهامه الوظيفية فقط بغاية الحصول على مستحقاته المالية، كما هو الحال مع أغلب الأشخاص.
عاشراً: الالتزام
حاول أن تلتزم دائماً بالعادات الصباحية الجيدة إلى أن تدمنها، فعندما تقرر أن تتحول إلى شخص صباحي وتبدأ بالاستيقاظ مبكراً واستقبال الصباح بامتنان، إلى جانب التمارين الصباحية وغيرها، لا تكسر هذا الروتين أبداً، وذلك لأن التهاون عن ذلك لمرة واحدة، قد يكلفك الكثير من الأشهر وربما السنوات للعودة إلى فعله مرة أخرى، إذ إن اكتساب العادات السلبية أسهل بكثير للإنسان من اكتسابه للعادات الإيجابية.
إحدى عشر: التخطيط المسبق للصباح
يعمل ترتيب الأولويات في الليلة التي تسبق صباحك على تنبيهك من النوم قبل حتى رنين المنبه، وذلك لأن عقلبك يكون جاهزاً للبدء بالعمل مباشرة على مهامك بالترتيب المكتوب في قائمة أولوياتك، وذلك لأن هذه الطريقة تحد من تحليل الدماغ للمهام التي يجب عليك أن تقوم بها حتى وإن كانت بسيطة، وهذا محفز ممتاز لكي تكون مبدعاً بشكل استثنائي، فبدلاً من الاستيقاظ في الصباح وإضاعة الوقت في وضع قائمة المهام، افعل ذلك مسبقاً وباشر عملك فور الاستيقاظ من النوم.
لكي تكون مبدعاً في عملك، يجب أن تكون شخصاً صباحياً وأن تتبع جميع العادات التي تهيؤك للإبداع والتفكير الابتكاري، حيث أن الأشخاص المبدعن يعيشون حياة مختلفة من جميع الجوانب، أهمها الطريقة التي يستغلون فيها صباحاتهم بشكل إيجابي ومختلف تماماً عن غيرهم.
0 تعليقات
شـاركـنا رأيك